حقوق المرأة..واجب عليها

"ثوري على شرق يراك وليمة فوق السرير"
                                             
                                             

"المرأة نصف المجتمع",عبارة لا يمكن لإثنان أن يختلفا عليها.فالمرأة  هي الأم والزوجة والمعلمة..ولطالما لعبة أدوارا مهمة وشغلة مراكزا بارزة في المجتمع,فوصلت للسلطة في عدد من بلدان العالم.

ومن تلك النساء,إمرأة تدعى "المرأة العربية".هذه المرأة التي لطالما ألهمت العديد من الشعراء والكتاب ومصممي الأزياء,وكانت دائما مثالا أعلى للعديد من النساء في أميركا والدول الأوروبية .فهي ذكية,جميلة ومبدعة وهذه عناصر قليل ما نجدها لدى النساء في المجتمعات الأخرى.
ولكن مع الأسف,وبالرغم من تمتعها بهذه الصفات المهمة,إلا أن دورها في المجتمع العربي يبقى مهمشا.ولهذا  التهميش أسباب عديدة.

أحد أبرز أسباب تهميش دور المرأة في المجتمع العربي هي "العادات والتقاليد" المريضة  التي يتوارثها العرب من جيل إلى جيل والتي ولدت مع "عصر الجاهلية" ولا تزال قائمة حتى يومنا هذا.ففي السعودية حتى الأن لا تزال المرأة ممنوعة من قيادة السيارة مثلا.ذلك عدى عن فرض النقاب على المرأة ومنعها من النظر إلى الجنس الأخر-علما أن ذلك لا يمت للدين الإسلامي بصلة-ما يشعر المرأة  أنها ضحية غير قادرة على مواجهة الغير.ويصاحب تلك العادات أيضا بعض الأفكار التي أرتبطت بزمن "الجاهلية",حيث كانت تعتبر المرأة مصدر للعار وبالتالي لا بد من التخلص منها, فكانت تدفن وهي حية لحظة ولادتها, وذلك بإعتبار أن النساء مصدر للسمعة السيئة ولا يجلبن سوى المصائب للعائلة, في حين أن الرجل هو من سيحمل أسم العائلة في المستقبل وسيكون سندا لها.ومع أن الدين الإسلامي جاء ليغير هذه المفاهيم ويضع حدا لتلك التصرفات الهوجاء-ورغم تغير النظرة ولو بشكل بسيط نحو المرأة -إلا أن نظرة "التحقير" لها من قبل المجتمع بقيت موجودة,وتلحظ في كل بيت وفي كل قرية ,من خلال طريقة التعامل  مع الزوجة والأبنة وحتى العاملة الأجنبية التي تتعرض في هذا الشرق إلى العنف.ذلك ناهيك عن بعض الممارسات الموجودة في كل المجتمعات العربية تحت عنوان "جريمة الشرف" والتي تسمح بقتل المرأة وإنهاء حياتها بحجة أنها جلبت السمعة السئية للعائلة,وبالتالي لا بد من التخلص منها,في حين أن إرتكاب الرجل "للزنى" يعتبر أمرا طبيعيا في مجتمع يحمي الرجل ويخفي عيوبه.

ولعل سببا آخر يؤدي إلى تهميش دور المرأة هو نظرة الرجل إليها.فقد قال أحدهم يوما "المشكلة ليست في المرأة بل في نظرة الرجل إليها" وقال آخر:"الرجل لا يعترف بالمرأة إلا فوق السرير".إن الرجل الشرقي  لا يرى االمرأة  سوى سلعة للمتعة وساحة لتفجير غرائزه الجنسية وتفريغ مشاكله اليومية التي يواجهها في العمل والحياة بشكل عام.الرجل في الشرق يجد أن المرأة "جارية" في قصره,وبالتالي عليها أن تهتم بشؤون المنزل وتربية الأطفال من دون النظر إلى عواطفها وإحتاجاتها.ويعود ذلك إلى الطريقة "المريضة" التي تربى عليها الرجل منذ ولادته إلى لحظة ما قبل زواجه.فهو قد إعتاد أن يرى أمه وأخته تهتمان بشؤون المنزل,و إعتاد أن يرى والده يصرخ بوجههما,وبالتالي وجد أن هذه الطريقة هي الأمثل للتعامل مع المشاكل التي قد يواجهها مستقبلا في حياته العائلية الخاصة.وهكذا فهو لا يرى المرأة  سوى آلة مجردة من المشاعر واجبها أن تعمل لراحته,رغم أنه يراها ملكة وسيدة لعمره في "لحظات معينة" فقط.

إن سببا ثالثا-وقد يكون الأكثر أهمية-هو نظرة المرأة لنفسها.فمن تعيش في مجتمع يحقرها ويعاملها على أنها سلعة وآلة للعمل وتحقيق المتطلبات,بكل تأكيد لن تجد نفسها وستشعر بالضعف وغياب دورها وعدم قدرتها علو مواجهة الصعوبات.وهذا ما سيعطي حافزا للمجتمع والرجل للتسلط عليها وتهميش دورها أكثر.ولعل أن نظرة المرأة  لنفسها على أنها ستكون "خادمة" لزوجها تعمل بأوامره, يساهم بأحباط عزيمتها ويغير من نظرتها الإيجابية نحو ذاتها.ولا شك أن المسؤول عن تكون تلك الصورة لدى المرأة  هي الأم التي من شأنها تربية الفتاة وتوعيتها على دورها وحقوقها وواجباتها في المجتمع وحياتها الزوجية.إلا أنه رغم ذلك,لا يمكن لوم الأم ,فهي أيضا تربت على يد أمها بنفس العقلية التي تربت عليها جدتها وهكذا دواليك.وبالتأكيد أن هذا ما أوصل المرأة إلى ما هي عليه اليوم,حيث لا حقوق لها ولا دور مهم تلعبه.

إن حقوق المرأة ضرورة لا بد منها ومن واجب المجتمع الإعتراف بها.إلا أن بعض المخاوف المطروحة-التي قد تكون محقة نوعا ما-والتي تطرح اسئلة حول ما إذا كانت المرأة قادرة على الدفاع عن حقوقها في ظل غياب غياب الوعي الكامل لدورها,وعدم قدرتها على مواجهة مجتمع متسلط ,وبالتالي تصبح الحقوق بعد إقرارها من دون جدوى.

في النهاية,أفضل ما يقال للمرأة العربية "ثوري على شرق يراك وليمة فوق السرير" دعوة واضحة لضرورة ثورة المرأة على نفسها على الرجل وعلى مجتمعها بشكل عام,وضرورة مطالبتها بحقوقها ومساواتها مع الرجل,بهدف تغيير نظرة الشرق لها.شرط يجب أن يترافق ذلك مع وعيها حول أهميتها في المجتمع, وضرورة إدراكها بأن الحقوق لن يأتي أليها بسهولة ولا يمكن أن تتحقق من خلال الكسل.وبالتالي عليها أن تعلم أن حصولها على حقوقها ليس بالأمر السهل لأن المجتمع بالكاد يعتبرها موجودة ولأن الرجل لن يخاف من إمرأة تخضع لسلطته دون إعتراض.على أن يبقى السؤال: إذا ما أقرت حقوق المرأة,هل ستدافع عنها بوجه البطش الممارس عليها؟؟وعلى أمل إقرار حقوقها...نترك للمستقبل حق الإجابة عن هذا السؤال...

                                                                                
     بلال نور الدين. 

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مالك مكتبي.. التمثيل يليق به أكثر

عن بلد العجائب لبنان..

السودان: حظوظ نجاح الثورة الشعبية