السودان: حظوظ نجاح الثورة الشعبية
مر الربيع العربي عام 2011 قرب الرئيس السوداني عمر البشير بسلام، حيث صمد أمام الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد ة التي سرعان ما خمدت. لكن اليوم يبدو أن الوضع يختلف كليا في ظل الاضرابات التي يعيشها السودان منذ حوالي العامين. فبعد أن خفضت الحكومة الدعم عن الوقود بهدف تقليص العجز في ميزانيتها، خرجت تظاهرات شارك فيها حوالي 20 ألف مواطن، رفعت فيها شعارات تذكرنا بتلك التي رفعت في دول الربيع العربي وأبرزها شعار "إسقاط النظام". وفي التاريخ الحديث، عرف السودان عدة ثورات منذ استقلاله عام 1956. ففي عام 1964، نمت احتجاجات أدخلت السودان في اضراب عام، ما أجبر الحاكم العسكري للبلاد آنذاك الجنرال ابراهيم عبود على الاستقالة . وفي عام 1985، أطاح الشعب السوداني بالرئيس جعفر النميري الذي حكم السودان 16 عاما بعد استيلاء القوات المسلحة على الحكم عام 1969. ويواجه الحراك الشعبي في السودان اليوم مشكلة كبيرة تتمثل في عدم وجود قيادة تنظم المظاهرات، بل أن التحركات تقتصر على بعض التجمعات التي تخرج بشكل عفوي، خاصة وأن أحزاب المعارضة في السودان -والتي يقودها زعماء كبار السن- تعاني من ال