من حكم طوائف لحكم طائفة..فهل يتقبلون؟؟


هل تكون العودة إلى ال 1975؟؟
توقفت الحرب اللبنانية عام 1990 بعد توقيع إتفاق الطائف,لينتهي بذلك صراعا دام خمسة عشر عاما عاش فيها لبنان مرحلة من الهلاك.إتفاق أعاد رسم الحالة اللبنانية من جديد وأوجد نوعا من المناصفة بين الطوائف كافة. ولعل أن  أحد أبرز بنود هذا الإتفاق كان تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية  كي تعمل على إلغاء الطائفية السياسية ,شرط أن يترافق ذلك مع "النضوج" في الساحة اللبنانية.

ولمن لا يعلم فإن إلغاء الطائفية السياسية يعني أن لا يكون أي موقع مهم في السلطة مرتبط بطائفة ما.

 قد يكون إلغاء الطائفية السياسية أمرا إيجابيا يساعد على إيجاد حالة من الديموقراطية تسمح بتقبل الأخر,ولعل هذا هو السبب الذي دفع العديد من اللبنانين إلى النزول في تظاهرات كبيرة تطالب بإلغاءها.ولكن مع كل ذلك تبقى هناك بعض التساؤلات.

فعلى الرغم من إقتناع عدد كبير من الأشخاص بضرورة إلغاءها ,إلا ان التفهم الكامل لهذه الفكرة لا يزال مفقودا نسبيا لدى البعض الأخر.فلبنان وطن تحكمه الطوائف ولكل طائفة مصالحها الخاصة.وبالتالي فإن البعض في كل طائفة لا يستطتيعون تصور أنفسهم خارج الحكم, وأن تتحكم بهم طائفة اخرى قد تكون أصغر من طائفتهم حتى,وهذا التصور موجود لدى كثر في جميع الطوائف من دون شك ولطالما عانى لبنان من ذلك التفكير.وبالتأكيد أن هذه مشكلة أساسية لا يمكن الإقدام على أي خطوة من دون إيجاد حل لها.

إن إلغاء الطائفية السياسية أمر لا بد منه لتقدم لبنان وإزدهاره. شرط أن يترافق ذلك مع التخلص من التفكير السلبي لدى البعض والذي تحكم بهم لأكثر من ثلاثين سنة.كما وعليهم أن يتفهموا أن إلغاء الطائفية السياسية سيعيد تركيب الخارطة السياسية بطريقة قد لا تتوافق مع الحالة التي يعيشونها اليوم ,وأن يعوا من الآن أن الإقدام على  مثل تلك الخطوة قد يحول لبنان من نظام تحكمه طوائف متعددة إلى نظام تحكمه طائفة واحدة وهذا ما لم يعتادوا عليه من قبل.

وهكذا يبقى السؤال :هل أن المواطن اللبناني سيتقبل ويتفهم الحالة الجديدة التي ستطرأ على الوضع اللبناني دون أن يؤثر ذلك على لبنان التنوع والعيش المشترك ,أم أن إلغاء الطائفية السياسية سيعيدنا إلى ال 1975؟؟


بلال نور الدين. 

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مالك مكتبي.. التمثيل يليق به أكثر

عن بلد العجائب لبنان..

السودان: حظوظ نجاح الثورة الشعبية