إنحسرت العاصفة فبان العرب على حقيقتهم


إن كان هناك مشاهد تبكي لها العين، فبالتأكيد أن مشهدي السوريين الذين يموتون من شدة البرد في مخيمات اللجوء، وأبناء قطاع غزة الغارقون بسبب الفيضانات هما من هذه المشاهد.
ففي مخيمات لجوء السوريين، الأطفال يتجمدون ويموتون بسبب الصقيع، وفي القطاع  لا كهرباء وحياة مشلولة بسبب الحصار ومواطنون إضطروا لإستخدام القوارب للتنقل بعد فياضان المياه. وكلهم في النهاية إضطروا للنوم في العراء في أسوأ الظروف.
هذه الحالة التي عاشها السوريون والفلسطينيون تدفع للسؤال عن ما الذي فعله العرب في الأيام الماضية لمساعدة هؤلاء. نحن لا نريد أن نسأل عن دور المجتمع الدولي في مساعدتهم، لكننا يجب أن نسأل عن الدول العربية. فأين كانت الدول العربية وقتها؟! ولماذا تجاهلت هذه الدول معاناة هؤلاء؟َ
الدول العربية متخاذلة. فهي مشغولة اليوم  بتمويل المسلحين الذين يقاتلون في سوريا ضد النظام القاتل، إضافة إلى تسليح جيوشها بمليارات الدولارات دون أن تستخدم هذه الأسلحة في شيء.
فاين مساعدات الحكام العرب الطبية والغذائية للنازحيين السوريين؟ ماذا فعلوا لتوفير سبل التدفئة لهم؟
وفي غزة،  لماذا لا يسعون لفك الحصار المفروض على القطاع من الجهتين؟ لماذا مصر الثورة الجديدة، التي وعدتنا بشعارات لم نجد منها شيئا خلال التعامل مع الكارثة التي حصلت في القطاع منذ يومين؟ ولماذا لم تسمح السلطات المصرية بمرور المحروقات لتشغيل محطة الكهرباء في قطاع غزة المهدد أساسا بكارثة إنسانية؟
بالفعل نحن نتأسف عندما نسمع نداءات دولية غربية تطالب بإنقاذ المنكوبين، في وقت نفتقد لصوت عربي واحد يفعل ذلك.
انحسرت العاصفة  للتوضح الصورة. صورة تبين بوضوح أن الحكام  العرب ليسوا سوى  متاجرين بقضايا الأمة. فمن يضع المحتاجين في أخر إهتماماته ويكرس أمواله للقتل والتدمير، لكن يكون سوى 
وصمة عار في تاريخ الإنسانية.


بلال نور الدين. 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مالك مكتبي.. التمثيل يليق به أكثر

عن بلد العجائب لبنان..

السودان: حظوظ نجاح الثورة الشعبية