كفى، فعلا كفى!

كفى، فعلا كفى!! 

 جريدة البلد-بلال نور الدين، الجمعة 21 آذار 2014 


"إذا بدها شارع للتشريع، نازلين عالشارع". هذا هو الشعار الذي رُفع في لبنان خلال التحرك الاخير في الثامن من آذار.

التحرك لم يأت بشيء جديد. مجموعة من الناس وصل عددهم لخمسة آلاف، تجعموا ورفعوا شعارات تطالب بحقوق المرأة، علما ان عدد الذين أيدوا الاعتصام على فايسبوك تجاوز السبعة آلاف. بعض الكلمات قيلت، وبعضها حمل عبارات تهجّم على الرجل، فجاءت على شكل تفسير الماء بالماء.

بالتأكيد لا يوجد عاقل يؤيد العنف الاسري أو العنف بكافة اشكاله. والعاقل أيضا يكون مع حقوق المرأة ومن بينها حقها في إعطاء الجنسية لأولادها، ويؤيد اقرار كافة القوانين التي تحميها وتحمي أولادها من العنف.

ولكن على المرأة أيضا أن تعلم أن المساواة بين الرجل والمرأة تفرض عليها التخلي عن فكرة "الأميرة التي تعيش في برج عاجي" والتي تريد أن تأتيها الامور على طبق من فضة.

وهنا تبرز مشاكل عدة مع المرأة. فمن تابع مجموعة الفايسبوك التي خصصت للمناسبة، وجد أن بعض النساء كن مقتنعات بأن هذا التحرك لن يغير شيئا، لا بل أن بعضهن ذهبن للقول إن المرأة تبالغ عندما تطالب بحقوقها.

مشكلة أخرى موجودة أيضا، تتمثل في ان بعض النساء يحملن شعارات رفض التعنيف والمطالبة بحقوق المرأة، في وقت تجدهن يتعرضن بالضرب لعاملات المنازل، وينظرن لهن نظرة دونية. ونساء أخريات يتزوجن في عمر المراهقة "عن حب" وفي النهاية يتحدثن عن معاناتهن مع أزواجهن، فلماذا يتزوجن أصلا؟!

مشكلة اخرى تضاف لتلك المشاكل، وهي المتعلقة ببعض النساء المعنّفات. حيث أنهن دائما ما يصمتن عن العنف الذي يتعرضن له بحجة الحفاظ على أطفالهن. وفي النهاية يخسرن حياتهن والاطفال، فلماذا لا يتحركن منذ البداية؟!

باختصار إن مشكلة المرأة العربية -ومن ضمنها اللبنانية- هي انها تود ان تنال حقوقها وهي متسمرة أمام التلفاز تتابع مسلسل "الحلم الممنوع" وهو حلم لن يتحقق بدون تحرك جدي.

فالتجارب الثورية في العالم كانت تفرض على المعتمصات النزول إلى الشارع وعدم الخروج منه حتى تحقيق مطلبهن. لان مطالب الشعوب لا يمكن أن تتحقق بيوم أو يومين. وبالتالي فإن خروجهن من الشارع كان بمثابة سقطة كبيرة ونقطة سوداء سجلت بحقهن. وعلى ما يبدو ان المعتصمات لم يسمعن عن ثورات العالم العربي، والتي لا يزال بعضها مستمرا حتى الآن، والتي حصدت آلاف الارواح من أجل الحرية ونيل الحقوق.

وبالتالي فإن الأسوأ من التظاهر ليوم واحد فقط، هو البقاء في الشارع لبضع ساعات فقط.

إن تحرك الثامن من آذار لم يغير شيئا في الأزمة، لانه لم يكن موجودا قبل الثامن من آذار ولم يستمر لتسعة آذار وما بعده. وهكذا فعلى المرأة ان تعلم ان نيل الحقوق يحتاج الى حراك مستمر.

وإلا فكفى، فعلا كفى!!


بلال نور الدين. 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مالك مكتبي.. التمثيل يليق به أكثر

عن بلد العجائب لبنان..

السودان: حظوظ نجاح الثورة الشعبية